مصطفى صادق الرافعي
ووهن جأشي ..ولم يكن لي من قوة الروح والإيمان ما أتأسى به ..فضاعف الجهل أحزاني ..وجعل مصيبتي مصائب ..والإيمان وحده هو أكبر علوم الحياة، يبصرك إن عميت في الحادثة، ويهديك إن ضللت عن السكينة ، ويجعلك صديق نفسك تكون وإياها على المصيبة ، لا عدوها تكون المصيبة وإياها عليك، وإذا أخرجت الليالي من الأحزان والهموم عسكر ظلامها لقتال نفس أو محاصرتها ..فما يدفع المال ولا ترد القوة ولا يمنع السلطان ، ولا يكون شئ حينئذ أضعف من قوة القوي ، ولا أضيع من حيلة المحتال ، ولا أفقر من غنى الغني ، ولا أجهل من علم العالم ، ويبقى الجهد والحيلة والقوة والعلم والغنى والسلطان للإيمان وحده ، فهو يكسر الحادث ويقلل من شأنه، ويؤيد النفس ويضاعف من قوتها ويرد قدر الله إلى حكمة الله فلا يلبث ما جاء أن يرجع ، وتعود النفس من الرضا بالقدر والإيمان به ، كأنما تشهد ما يقع أمامها ..لا ما يقع فيها . مصطفي صادق الرافعي
اقتباسات أخرى للمؤلف