إنّ من الشجر شجرةً تنبت في القَفْر، تعتصر ماءها بين رملٍ وحجر وتمتصُّ غذاءها من لؤم الجدب، فإذا حان أن يزهر عودُها شَوَّكَ فلا يكون في عُقَدِه ونَبْرِه، إلا شوكٌ شوك؛ فإذا ازدرعوها في الخِصْب وخَضَّلها الماء وساغت لها الطبيعةُ ثم حان أن يزهر عودُها، مَلَّسَهُ كرمُ الأرض فإذا في موضع كل شوكةٍ زهرةٌ كأنها كلمةُ الحمد، وكذلك مَثَلُ الفقير بين المُلحد والمؤمن.مصطفي صادق الرافعي