وبين الدهر والدهر تُخرج الأقدار على طوفان الشهوات الذي يغرق الإنسانية عاشقاً روحانياً في طباعه مثل شموخ الجبل العالي وقوته وتماسكه تأوي إليه صفات الحب السامية يعصمها ويبقيها على ندوها ولو في إنسان واحد كما هي على أصيلها في جمال الكون. وهذا الإنسان لا يعطي الدنيا إلا من سبيل حرمانه هو، وكأنما يحترق قلبه ليسطع بالنور والدفء على القلوب المظلمة الباردة التي لا يكون الحب فيها إلا خديعة مسولة من الطبيعة بين الجنسين حين تعمد إلى حسابها العجيب في جعل الاثنين ثلاثة.مصطفي صادق الرافعي