مفتاح التجديد في المجتمعات الإسلامية هو التمييز بين العنصر الأزلي في الإسلام والعنصر التاريخي. التجديد والاستمداد من منابع الدين الأصلية دون شوائب, يكون بالنظر النقدي والاجتهاد. فنحن ننظر إلى الرسالة الأصلية كما طبقها النبي صلى الله عليه وسلم, فنميّز بين ما هو وحي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم وما ليس كذلك. وهذا الذي يعبر عنه علماء الأصول بأن أفعال النبي صلى الله عليه وسلم تتضمن: ما فعله جبلّة, وما فعله اجتهادا, وما فعله بلاغا, وما فعله فتوى, وما فعله سياسة, وما فعله عادة. فليست كل أفعال النبي صلى الله عليه وسلم سنة بمعنى أنها جزء من الوحي. لذلك أول خطوة هو أن نميز بين العنصر الخالد الذي جاء من عند الله عزّ وجل ليبقى, وبين الجوانب التاريخية البشرية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. فهو بشر رسول, ونحن نقتدي به باعتبار رسوليته لا باعتبار بشريته.محمد المختار الشنقيطي