هذه هى بإختصار قصة الأسلحة السوفيتية : الدبابات تهدر في شوارع القاهرة ، و تغطي سماء القاهرة طائرات الميج و قاذفات اللهب. و لم تهدر دبابة واحدة في شوارع فلسطين المحتلة.. واحدة! .. خلال 25 سنة من شراء السلاح السوفيتي فوق مدينة إسرائيلية واحدة .. واحدة. لم تخترق طائرة مصرية واحدة .. واحدة المجال الجوي الإسرائيلي و لو خطأ! كله للإستعراض في شوارع القاهرة و سماء القاهرة ..كله من أجل أن تنبهر الجماهير فلا تفكر ، حتى تنتقل من الإنبهار بالتسليح الحديث لجيشها الثوري إلى الذهول من هزيمة هذا الجيش أمام العدو القومي. تزغرد النساء فيختفي نحيب و صراخ و احتجاج الجنود و المواطنين الذين قتلوا في الاعتدائات الإسرائيلية المتكررة و ستقلب هذه الزغاريد بعد 4 شهور ليس إلا ، إلى نحيب و أسى و ارتياع في بيوت جنودنا القتلى و الأسرى و المفقودين في المعركة 1956 و سيتأثر العرب و يهرعون للاشتراك في الاستعراض في شوارع القاهرة ، فإذا جد الجد و جاءت الحرب ، سيطلب منهم عبد الناصر عدم التدخل ، و يبقى ذلك اللغز الحائر الذي لا يفسره مفتي الناصرية و لا الدراويش.محمد جلال كشك
اقتباسات أخرى للمؤلف