من أفضل المقالات في خطابات الحكام مقال حافظ نجيب لالملك فؤاد ظاهره النصح و طلب الرحمة و باطنه العنف و الشدة بعنوان تحية و ضراعة: جاء فيه: شعبك يا صاحب الجلالة في ضائقة، يضرع إليك... من ضيق و من قهر، يستغيث لا عن عجز، و لا عن مكر، ففي القرن العشرين، في عصر المدنية و النور يربط شعب على الخسف و يراض على الضيم، و يساق كالماشية، أو يطرح في الشاوية. يا صاحب الجلالة انتزعت من الشعب إرادته، و سلخت منه حريته، و أحيط به بالحديد، و في كل يوم إرهاق جديد...سلاح شعبك يا مولاي الحق و اللسان، و سلاح مرهقيه القوة و الحديد، و لولا وداعة الشعب و حكمته و لولا لطف الله و رحمته لما صمدت القوة و لا استعصى الحديد. طبيعة الشعب في كل زمن و مكان كطبيعة الحليم الوديع يصبر في استكانة و يحتمل الضيم و الإهانة إلى حين، فإذا أحرجته المصائب، و إذا نفدت قوة الاحتمال، فهو البحر في هياجه، و العاصفة في ثورتها، و شدة الألم تسوق إلى الجنون...يا صاحب الجلالة..الشعب في كل مكان عاطفة لا عقل و من المستحيل أن تبيد أمة ليحيا فرد، الجميع يا مولاي من شعبك و الكل يتضرّعون إلى جلالتك بضراعة ليست ظلمًا و ليست حماقة يطلبون الحرية.. و المساواة يطلبون العدل، و العدل أساس الملك... و هذا الخطاب كان في افتتاحية آخر عدد من مجلة الحاوي و ليس معلومًا هل احتجبت بسبب هذا الخطاب أم لأسباب أخرى! ياسر ثابت