و في اليوم التالي دعا مجلس البلاط إلى اجتماع عاجل لبحث مسألة طرأت للملك فاروق و هي ضرورة إصدار فتوى أو قرار شرعي يمنع الملكة فريدة من الزواج مرة أخرى في حياتها، و يجعل مثل هذا الزواج باطلا مهما كانت ظروفه. و كان داعي الملك إلى هذا الطلب أنه سمع خبرا عن احتمال أن تتزوج فريدة من وحيد يسري (باشا)، و قد أراد أن يسبق احتمالات مثل هذا الزواج و يحول دونه، و إن لم تتزوج فريدة من بعده بلا فتاوى. و يبدو أن فاروق كان مسكونًا بهذا الهاجس قبل سنوات من وقوع الطلاق، و لذا فقد سعى إلى استصدار فتوى من شيخ الأزهر بتحريم زواج فريدة من بعده في حال طلاقهما، لكن الشيخ المراغي رفض الاستجابة لطلب الملك فاروق،فأرسل الملك فاروق بعض حاشيته لكي يلحوا عليه لإصدار هذه الفتوى، فأصر الشيخ المراغي على موقفه. و لما اشتد على المراغي المرض_قبل وفاته في 22 أغسطس 1945_ أُدخل مستشفى المواساة بالإسكندرية، و هناك زاره الملك فاروق للاطمئنان عليه من ناحية، و للإلحاح عليه مرة أخرى لإصدار الفتوى الخاصة بتحريم زواج الملكة فريدة، فصاح الإمام المراغي بالرغم مما كان يعانيه من شدة الألم بسبب المرض قائلًا: أما الطلاق فلا أرضاه، و أما التحريم بالزواج فلا أملكه، إن المراغي لا يستطيع أن يحرم ما أحل الله. ياسر ثابت
اقتباسات أخرى للمؤلف