كان صلَّى الله عليه وسلَّم أعظمَ النَّاس صدقةً بما ملكت يدهُ ، وكان لا يستكثِر شيئًا أعطاه لله تعالى ، ولا يستقِلُّه ، وكان لا يسألُه أحدٌ شيئًا عنده إلَّا أعطاه ، قليلًا كان أو كثيرًا ، وكان عطاؤه عطاء مَنْ لا يخافُ الفقر ، وكان العطاءُ والصَّدقةُ أحبُّ شيءٍ إليه ، وكان سُرورُه وفرحُه بما يعطيه أعظمَ من سرور الآخِذِ بما يأخذه ، وكان أجودَ النَّاس بالخير ، يمينه كالرِّيح المرسلة .. وكان إذا عرض له مُحتاج ، آثره على نفسه ، تارةً بطعامه ، وتارةً بلباسه .. ابن قيم الجوزية