فاضرع إلى الذي عصمك من السجود للصنم ، وقضى لك بقدم الصدق في القِدَم ، أن يُتِمَّ عليك نعمة هو ابتدأها، وكانت أوليتها منه بلا سبب منك. واسمُ بهمَّتِك عن ملاحظة الاغيار، ولا تركن إلى الرسوم والآثار، ولا تقنع بالخسيس الدون . وعليك بالمطالب العالية والمراتب السامية التي لا تنال إلا بطاعة الله ، فان الله عزوجل قضى أن لا ينال ما عنده إلا بطاعته . ومن كان لله كما يريد كان الله فوق ما يريد، فمن أقبل إليه تلقاه من بعيد ، ومن تصرف بحوله وقوته ألان له الحديد، ومن ترك لأجله أعطاه فوق المزيد ، ومن أراد مراده الديني أراد ما يريده. ابن قيم الجوزية