هذا فإنّ ليس كلّ قاريءٍ جيد هو بالضرورة كاتب جيد للمراجعات، وليس من لايمتلك قدرة على إخراج مراجعة مؤثرة هو قاريء سيء، فالقراءة على وجه العموم يتجلّى تأثيرُها في أكثر من وجه، وإنما كتابة المراجعات أحد وجوهها المتعددة، فهناك مثلاً من تؤثر فيه القراءة فى حياته العملية، وهناك من تزده القراءة قدرة على الكتابة بشتّى صنوفها الأخرى، ومن تُصقل لديه حسِّه بالوعى وقدرة على النقد والإقناع، فلمّا كانت القراءة من أعظم وأجلّ الممارسات الإنسانية فإن ذلك يتجلى فى كل نواحى الحياة، فمن العبث حينئذٍ أن نحكم على قاريءٍ ما من خلال مراجعاته على الكتب، دون ممارساته الحياتية وأفكاره المُحرّكة لأفعاله. محمد أحمد الشواف