يتضايق الإنسان نفسياً من رجل من الناس ، فيحمل عقله بسبب ذلك حملاً على استنكار ما يقوله ويدعو إليه . وينتاب الرجل عقدة نقص لأسباب طارئة في حياته فيذهب في التأثر بعقدة نقصه مذهباً يخاصم فيه العقل وأحكامه . وتطوف بإنسان آخر نوازع عصبية ، فيمضي في الانتصار لعصبيته إلى نهاية يصم فيها أذنيه عن نداء الحق وعلمه. ! وهذا أخطر مظهر من مظاهر العبودية التي قد يقع الإنسان حبيساً في أغلالها ، إذ تشل عنده فاعلية العقل وتصبح قواه الفكرية تابعة في ضراعة وذل لظروفه ومشاكله النفسية .
محمد سعيد رمضان البوطي