لأن الإسلام كحقيقة يجب أن تهيمن على العقل فالقلب غاب، ولأن الإسلام كعبودية بين العبد والرب انقطعت حباله، وتحول الإسلام إلى مجرد حركات، تحول الإسلام إلى مجرد تظاهرات، تحول الإسلام إلى مجرد أفكار ذاهبة آيبة، من أجل هذا أصبحنا ننظر وإذا بالمصائب تتراكم ثم تتزايد، ومهما التجأنا من هذه المصائب إلى ما يسمى الفكر الإسلامي لا نجد فائدة. ولربما ارتاب مرتابون وشك متشككون فقالوا: أين هو عمل الإسلام في حياتنا؟ وهل تداوينا بالعلاج الذي يذكرنا به كتاب الله؟ أجل، أنا أيها الإخوة أحضر ندوات كثيرة ومؤتمرات كثيرة، وأغيب عن كثير منها، ولتمنيت لو رأيت مرة واحدة أن مؤتمراً عُقد من أجل التنبيه إلى هذا الدواء، من أجل مراجعة المسلمين حسابهم في مدى ارتباطهم برسول الله صلاة عليه، وسيراً وراء هديه، في مدى إشراقة ذكر الله عز وجل في طوايا قلوبهم، لم أجد، ولو أن مقترحاً اقترح ذلك لاستخفوا باقتراحه .
محمد سعيد رمضان البوطي