إن الانصياع لأمر الله لا يتحقق إلا من خلال إمكان توفّر الرغبة الذاتية في الامتثال لأمره ، وهو لا يتأتى إلا ممن علم بالتكليف المتجه إليه أولاً ، ثم أحس من نفسه الحرية في اختيار أن يفعل أو أن لا يفعل ما طلب منه ثانياً ، وهذا معنا قولنا : إن التكليف الإلهي لا تتأتى حقيقة الاستجابة له ، إلا في تربة حريّة التصرف إذا يملكها الإنسان ، أي إلا لدى شعوره بأنه متمكن حقاً من أن يفعل أو لا يفعل ما طلب منه .
محمد سعيد رمضان البوطي