السياسة بمعناها الذي يفرض نفسه اليوم, تحمل تأثيرًا يشبه أن يكون سحريًا, على كل من قد ينجرف في تيارها. فهي تعدمه القدرة على تمييز الوسائل عن الغايات, كما تعدمه القدرة على إعطاء كل منهما حقه من الرعاية والاهتمام. ومن يدري؟ .. لعل ناقدًا مثلي, لو ابتلي -والعياذ بالله- بالوقوع في دوامة العمل السياسي, لنسي كل هذا الكلام التوجيهي, ولأعجزته المشكلات المتسارعة عن أن يعالجها بصفاء ذهني وقدرة ذاتيه على تسخير سلسلة الأحداث كلها في سبيل رعاية الحق الذي يتمثل في الإسلامة عقيدة وأخلاقًا وحكمًا, ولتمزّق بين المتطلبات التي تفرض نفسها عليه من كل صوب .
محمد سعيد رمضان البوطي