إنه ذلك الحب السامي الذي أطفأ من نفوسهم جمرة الشهوات و الرعونات و الأهواء. إنه ذلك الحب الذي فجر على أيديهم الطاقات و حقق في سلوكهم المعجزات، إنه ذلك الحب الرباني الذي يقرب البعيد و يلين الحديد، و تضؤل أمامه العقبات، و تحطم تحت وهجه العوائق و الصعوبات. إنه ذلك الحب الذي يجعل صاحبه يقدم لمحبوبه كل نفس و نفيس، و يعتصر في سبيل مرضاته كل مايملك من مال و جهد، و هو يرى أنه لم يؤد بعد شيئاً من حق المحبة، و لم يوف المحسن الأوحد شيئاً من حقوق إحسانه .
محمد سعيد رمضان البوطي