انظر إلى العالم الواسع يا سيف وتخيّل أنه بيت كبير، فيه صالون وردهة، فيه غرف نوم ومطبخ، فيه سطح وسلالم وربما بدروم أو سندرة، وفيه أيضًا حمّامات، وفي الحمّامات مراحيض وبالوعات، وتلك البالوعات مهما حاولت تجميلها وتزيينها فلن تكون سوى بالوعات، ومجنون من يحلم بتحويل المرحاض إلى شرفة، أكثر جنونا من يحاول. هكذا، تحت هذا الإلهام الذي جاءني تحت حذاء الضابط، قررت إن عشتُ، إن خرجتُ من هناك، أن أغادر المرحاض، أن أتركه إلى بلاد أخرى، أوطان أخرى، وأن أكتشف تنوعها، فهذا وطن كالصالة، دافئ ويرحب بالضيوف، وذلك وطن نافذة، يصلح للإطلال على الآخرين، وذاك وطن حديقة، جنة في النهار وظلمة في الليل، وهذا وطن دهليز لا يصلح إلا للمرور بين وطنين، المهم ألا تعود إلى المرحاض . محمد خير
اقتباسات أخرى للمؤلف