لا يجوز للدعاة إلى إصلاحٍ سياسيٍّ يَستند إلى الإسلام أن تَغيب عنهم حقيقةٌ يَشهد بها تاريخ البشرية في مختلف أديانها : أنَّ أسوأ صورِ الظلمِ وأفدحَها وأبشعَ حالات الطغيان وأقساها : ما كان مُستَندا إلى نَظرة دينية يُسَاءُ استخدامُ نصوصِ الدينِ الصحيحةِ بتأويلها على وَفْقِ هوى الظالمين .. أو يُدَسُّ فيها ما ليس منه لتحقيق نزواتهم والقضاء على خصومهم. وهذه الحقيقة تَجعَلُ بيانَ حقيقةِ الموقفِ الإسلامي مِن التعدديةِ السياسيةِ - باعتبارِ حقِّ الاختلافِ حقاً إنسانياً أصيلاً- ألزَمَ الآنَ مِنهُ في أي وقت مَضى.
محمد سليم العوا