اثناء تلك الأشهر الأولى من العام 1993 وجه معظم القمع ضد المدنيين وليس ضد الجماعات المسلحة. فقد تصرف رجال الشرطة بلا رحمة في كل منطقة الجزائر العاصمة، حيث يقع كثير من الأحياؤ الشعبية تحت سيطرة الجبهة الإسلامية للإنقاذ: أوقف آلاف الشبان من المنخرطين في جبهة الإنقاذ أو المتعاطفين و غير المنخرطين، وعذبوا، وأرسلوا إلى معسكرات اعتقال في الجنوب. سأفهم لا حقا بأن آلة صنع الإرهابيين قد بدأت تعمل في ذلك الحين. لم يكن لدى الناجيب من غارات الاعتقالات من خيار سوى الانضمام إلى المقاتلين بعد سنتين أو ثلاث. لدى الافراج عن الموقوفين: كانوا غاضبين مما تعرضوا له إلى درجة أن كثير منهم حملوا السلاح.
حبيب سويدية