وكون الإنسان عربيًا، أو تركيًا، أو هنديًا، أو أندونيسيًا، أو ما شاء الله له أن يكون مسألة تتعلق بالمولد في القوم معينين، يقطنون أرضًا معينة، ولهم لسان معين .. وتلك مسألة لا إرادة للإنسان فيها، ولا يتدخل الإسلام في شأنها، ولا يقول لأحد أقطع انتمائك إليها. وقد ظل سلمان الفارسي -رضي الله عنه- يسمى في الإسلام سلمان الفارسي، وصهيب يسمى صهيب الرومي، وبلال يسمى بلال الحبشي؛ لأن هذه الإنتماءات ذاتها أصطبغت بالإسلام، فأصبحوا كلهم مسلمين، وإن أختلفت ألوانهم ولغاتهم وأصولهم .. فلم تعد تلك الإنتماءات حاجزًا يحجز المسلمين عن الآخر، أو يفصله عنه، أو يثير في نفسه شيئًا يعتز به خلاف الإسلام. محمد قطب