إن الذي يغرق في الشهوات يظن بادئ الأمر أنه يستمتع بلذائذ الحياة أكثر مما يستمتع غيره . ولكن هذا الظن الخاطئ يسلمه بهد قليل إلى عبودية لا خلاص منها ، وشقاء لا راحة فيه، فالشهوة لا تشبع أبدًا بزيادة الانكباب عليها ، ولكنها تزداد تفتحًا واستعارًا، وتصبح الشغل الشاغل لمن تملكه فلا يستطيع التخلص من ضغطها عليه ، فضلًا عن التفاهة التي يهبط إليها حين يصير همه كله أن يستجيب لصياح الشهوات . محمد قطب