يُغفل المجتمع تلك الضوابط الخفية التي أنشأها في أعماق نفسه الجيل السابق المتحفظ، والتي لن يخلفها هو للجيل المقبل لأنه غير مؤمن بها، يظنها تشدداً بلا ضرورة ولا لزوم! ثم يتراجع هذا الجيل ويجيء جيل جديد يربيه الأب والأم الذان ذاقا شيئاً من المتعة ولم يسقطا السقوط الكامل ولن ينظرا إلى التقاليد المتزمتة بعين الاحترام. ومن ثم ينشأ الجيل الجديد وقد ضعف الشخص الواقف في داخل النفس بالمرصاد، ولانت العصا لم تعد تترك أثراً في الضمير،ـ وتفككت التقاليد فلم تعد تمنع المحظور. ويأتي جيل يرى أمةً قد تعرت، من شيء من الثياب وشيء مماثل من الفضيلة. الولد الذي يرى أمه عارية لا تثور في نفسه نخوة الرجولة والحرص على الأعراض، فقد زالت في نفسه حرمة الجسد، وصار نهباً يباح للعيون وبعد ذلك لما هو أكثر من العيون. محمد قطب