ومن غرائب أثار تعود الظلم ورؤيته ملازما للسلطة بمصر أن الذين حفظت أبدانهم من الضرب والجلد وأرواحهم وأجسامهم من الحبس في سبيل اقتضاء الحقوق - سواء أكانت للحكومة أم للافراد - كانوا يعدون تلك الاوامر مخالفة لما يجب ان يعاملوا به, وأنه لايفيد الا الكرباج, كما لا يزال قوم منهم يقولون ذلك الى اليوم, وكانوا يهزئون بتلك الرحمة, اللهم إلا الذين لمع في عقولهم روح الفهم ووصل الى أبصارهم شعاع الاحساس بما للإنسان من حق الكرامة التي خصه الله بها . محمد عبده