إذا أراد اللطيف أن ينصرك أمر ما لا يكون سببا في العادة فكان أعظم الأسباب ! وإذا أراد اللطيف أن يكرمك جعل من لا ترجو الخير منه هو سبب أعظم العطايا التي تنالك ! وإذا أراد اللطيف أن يصرف عنك السوء جعلك لا ترى السوء ، أو جعل السوء لا يعرف لك طريقا ، أو جعلكما تلتقيان وتنصرفان عن بعضكما وما مسّك منه شئ ! وإذا أراد اللطيف أن يعصمك من معصية جعلك تبغضها ، أو جعلها صعبة المنال منك ، أو أوحشك منها ، أو جعلك تقدم عليها فيعرض لك عارض يصرفك عنها ! وعباد الله يرقبون تلك الألطاف من اللطيف ، ويبصرونها ببصائرهم وكأن كل قضاء ينالهم به بصمة لطف يدركونها وحدهم.
علي بن جابر الفيفي