يقول الشيخ محمد بن صالح بن يوسف العلي: { يُلحَظ على بعض اللذين ينتقدون المخالفين , أنهم يركزون على ذكر الأخطاء و النقائص و العيوب , و يغفلون الصواب و الخير و الحسنات , و هذا بخس و ظلم للناس , و مخالفة لمنهج أهل الحق و العدل , و هذا ما دعا الشعبيِّ رحمه الله أن يقول : لو أصبت تسعاً و تسعين مرة , و أخطأت مرةً واحدة لأعدّوا عليّ تلك الواحدة . و تأمل كيف هلّم رسول الله - صلى الله عليه و سلم - هذا الخلق الرفيع لعمر بن الخطاب - رضي الله - عنه لمّا اتهم حاطب بن أبي بلتعة - رضي الله عنه - بالنفاق , عندما كتب الى قريش يُعلمهم فيه بعزم رسول الله - صلى الله عليه و سلم - على فتح مكة , فقال عمر : دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق , فقال رسول الله لعمر: (( إنه قد شهد بدراً , و ما يُدريك لعل الله اطلع على أهل بدرٍ فقال : اعملوا ما شئتم , فقد وجبت لكم الجنة , و في رواية فقد غفرتُ لكم )) متفق عليه - رواه البخاريّ و مسلم. فكونُ حاطب بدريّ رفعته هذه الحسنة , و ذكرت له حينما أخطأ خطأً فاحشاً , فغفر ذلك الخطأ في مقابل تلك الحسنة .} فلا يجوز إذاً باي حال من الأحوال أن نبخس أهل العلم و الدعاة إلى الله حقهم و بلاءهم و جهدهم بمجرد عثرة وقعوا فيها , فمن الظلم البين أن ننسى كل جوانب الخير المشرقة في داعية , أو طالب علم , فتتلاشى كل حسناته و مزاياه عند أول هفوة منه . مع أن الموقف العدل هو العكس تماماً , ذلك بأن أهل الفضل و البلاء الحسن تغتفر لهم السيئة و السيئتان و الثلاث , و تنغمر في بحر حسناتهم العظيمة , فال الله عز و جل: { ولا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ } - (الأعراف : 85 ). هشام مصطفي عبد العزيز