ولكن الإنسان لا يكتفي بهذا إذا وصل إليه. فهو سيبقى راكضاً وراء حاجات أخرى. وحين يشبع الإنسان يفقد أهم عناصر الحركة الضرورية لحياته الاجتماعية كما أسلفنا. (...) إن الإنسان في حركةٍ دائبة وتطور متواصل. وهذا هو سر حضارته. فإذا رأيته اليوم يمسك رغيف الخبز ويضعه على جبهته قائلاً: الحمد لله على نعمته، فاعلم أنه سوف لن يفعل ذلك في يومٍ مقبل. ولعلّه سيقبّل وجنة الحسناء بدلاً من الرغيف. وربّما قبّل بعد ذلك وجنة رزمة الدنانير بلا حمد ولا شكر.
علي الوردي