إن ابن خلدون لم يقدره أحد التقدير اللائق به في البلاد الإسلامية. ولولا ظهور بعض المعجبين له في بلاد الغرب أخيرًا لما التفت إلى أفكاره أحد. فبعدما رأينا بعض كبار الغربيين يمجدونه مجّدناه معهم تقليدًا. ولا يزال كثير منا يقدرون ابن خلدون من غير أن يقرأوا مقدمته الرائعة. ولو قرأوها لنفروا منها في باطن عقولهم ثم استحسنوها في الظاهر اتباعًا لما سمعوا عنها في الغرب من مدح كثير.
علي الوردي