نستنتج من هذا أنّ محمدًا لم يتبع طريق الحرب حبًّا بالحرب والغلبة كما زعم المستشرقون من أعداء الإسلام. إنما هو لجأ إلى الحرب اضطرارًا. ولولا ذلك لما قامت للإسلام قائمة في جزيرة العرب. والواقع أن الحروب المحمّدية لم تكن سوى مظهر من مظاهر الثورة الاجتماعية التي قام بها. والثوار في جميع الأزمان يتبعون في بدء دعوتهم طريق السلم. فإذا اجتمع لديهم من الأنصار عددًا كافيًا عبأوهم تعبئة القتال وأخذوا يشنّون على خصومهم حربًا شعواء قد تقضي على ما كان لهم من مكانة اجتماعية وترف باذخ.
علي الوردي