الحضارة التي يقتنع أفرادها جميعًا بما هم فيه ويقولون: القناعة كنزٌ لا يفنى لا يمكن أن نطلق عليها اسم الحضارة. إنها تصبح عند ذلك مجتمعًا راكدًا لا حركة فيه، ولعلّها تخسر من جراء ذلك دينها ودُنياها معًا. يقول القرآن: ( وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ). فلا بدّ في كل حضارة من وجود أناس غير راضين. وهؤلاء هم وقود الحضارة إذ بدفعونها دفعًا إلى الأمام على توالي الأجيال.
علي الوردي