النهر يتدفق يزيل كل الجنادل فهذا موعد السيل المنهمر والأرض تضحك تحت الأقدام الثابتة والسماء تشير إلى كتائب الغاضبين أنَّ النصر لكم، اقتَربوا من الجسر المضروب على ظهر (النيل) والشرطة تقف أمامهم تريد خنق الحلم ووأد الحياة، لكن الجسارة لا تلين والعزمُ سيفٌ لا ينثلم لأنهم قرروا فاستطاعوا وأرادوا ففعلوا. ارتفعت هراوات الجنود فارتفعت الصيحات تعلن عن دستورِ الأمل بجملةٍ واحدة تتراص فيها كل الأماني في كلماتٍ أربع: عيش.. حرية.. كرامة إنسانية، حددوا غايتهم بدقة أذهلت الحكماء، لا يبغون إلا أقوات الجوعى وحرية العقول وكرامة الإنسان الذي طالت إهانته على يد البنادق منذ ستين سنة.. انكسر الجندل أمام الإرادة وتراخى الجنود وارتفع لواءُ الشباب الغضوب، صار النهرُ لهم وليس لسطوة الجنود الغلاظ فتبسمت المياه وانتفض النهرُ يُحيّيهم ولم يعد يجري لمصبه كخانعٍ خاضعٍ بل صار يتدفق كبطلٍ نحو الميدان، فالنهرُ لهم. والحياة. محمد الجيزاوي
اقتباسات أخرى للمؤلف