جلست تتلو على نفسها كل تفاصيل الحكاية.. فأصابتها الصدمة: لا توجد تفاصيلٌ لتلك الحكاية. ليست هناك حكاية! فتسدد أسئلةً قاطعةً لذاتها، ثم تُقدّم لها أجوبةً مائعةً مخنثةَ الجواب، هكذا كان طقسُها كل ليلة.. هل يحبني؟ لا أستطيع أن أقول لا.. ولا أستطيع أيضاً أن أقول نعم، ففي أكثر لحظاتنا حميمية كان يبدأ جسدي عند أطراف شفتيه وعندهما ينتهي، يبدَؤُني بقبلة غاضبة وينتهي مني بقبلة تُربّت على كتفي ولا تربِط على قلبي وبينهما يطبع قبلاته في كل مكان، يفاجئني بطرقٍ غريبة وشاذة للمضاجعة ويردد دوماً كلمات من قبيل (أشتهيكِ.. أعشق شفتيكِ.. جسدكِ يلهمني.. استدارة نهدكِ مربكة.. حلماتكِ مراوغة.. أنفاسكِ تحمل نكهة الحشيش الأفغاني..) لكنه أبداً لم يقل لي أحبــكِ! لماذا لا يقول أحبكِ لو كان يحبني؟! لا.. لكنه قال أنه يعشق شفتي وهذا يعني أنه يحبني.. حقاً هو لم يقلها واضحة لكنه قال أعشق شفتيكِ أليست شفاهي هي بعضي بالنهاية؟ وهذا يعني أنه يحبني بطريقة ما. محمد الجيزاوي