لا تدري لماذا وافقت ولكن حدث ما أراده القدر الذي لا يرد سهامه المسددة قلبٌ مهما تترس بالهروب فأسرها الطاووس، كان صدقه أمامها ونبراته التي لها أثر الخدر يلتفان حول قلبها، أخبرته أنها تراه بوضوح رغم أنها لا تعرف عنه الكثير لكن قلبها يخبرها أنه رجل غير آمن وأن عيونه سفينٌ للغرق ومرفأٌ للهلاك فأقرّ بكل ما رمته به، وكم يكون الصدق وسيلة للغواية والتحذير من المخاطر أفضل طريقة لنصب الفخاخ!! أخبرها عن نزواته وعن عشيقاته اللواتي ما عاد يذكر أسمائهن، أخبرها عن كل مخازيه وأتْبع اعترافاته بأنه رأى النور في عينيها وأبصر الشفاء لكل أمراضه والغفران لكل قبائحه على يديها، كلماته لاسعة وصدقه مربك فقد تعرّى أمامها فما عادت قادرة على الإمساك به، فأيّ امرأة في الكون لا تملك أبداً أن تقسو على رجل يعترف بهزيمته أمامها.
محمد الجيزاوي