وفي القرآن عدة آيات أخرى تؤدي إلى مايشبه هذا المعنى, إذا هي تشير إلى أن المترفين يقاومون الدعوات الجديدة دائماً وهم ميالون للمحافظة على ما وجدوا آباءهم عليه من قيم وعادات وآراء. وهنالك آية ذات مغزى اجتماعي هام من هذه الناحية ففيها يقول القرآن: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا), وقد حار بعض المفسرين في تفسير هذه الآية, فلم يستطيعوا أن يفهموا كيف يهلك الله أهل القرية كلهم بجزيرة المترفين منهم. والواقع أن هذه الآية واضحة في دلالتها الاجتماعية, ولا داعي للحيرة في تفسيرها فالناس إذا سكتوا عن جرائم المترفين وخضعوا لأمرهم واتحدوا على طاعتهم أصبحوا مستحقين للعقاب مثلهم. وهنا نجد القرآن يخالف وعاظ السلاطين فيما ذهبوا إليه من وجوب الطاعة للسلطان ولو كان ظالما فطاعة الظالم هي بذاتها ظلم وهي تستحق العقاب مثله. علي الوردي
اقتباسات أخرى للمؤلف