زارنا من احد الاقطار العربية كاتب ذات يوم، وكان الوقت رمضان فعجب من شدة تمسكنا بمظاهر الصوم من ناحية ومن كثرة المفطرين بيننا من ناحية اخرى والمطاعم مفتوحة ومزدحمة في الصباح والظهيرة.. وربما لا نغالي اذا قلنا بان المسلم العراقي من اشد الناس غضبا على من يفطر علنا وهو من اكثرهم افطاراً. وكذلك يمكن القول بان الفرد العراقي من اكثر الناس حبا للوطن وتحمسا لخدمة العلم بينما هو في الواقع يتملص ويبتعد من خدمة العلم اذا آن الأوان وان العراقي اقل الناس تمسكاً بالدين واكثرهم انغماساً في النزاع بين المذاهب الدينية، فتراه ملحداً من ناحية وطائفياً من ناحية أخرى.. انه بهذا ليس منافقا او مرائيا كما يحب البعض ان يسمه بل هو في الواقع ذو شخصيتين، وهو اذ يعمل باحدى شخصيتيه ينسى ما فعل آنفاً بالشخصية الاخرى، فهو اذ يدعو إلى المثل العليا او المبادئ السامية، انه مخلص فيما يقول، جاد فيما يدعي.
علي الوردي