إن الخطابة الارتجالية أو المحاضرة أو المناظرة أو ما أشبه تحتاج إلى استلهام اللاشعور أكثر مما تحتاج إلى أي شيء آخر. وطالما أدى الاستعداد والتحضير في مثل هذه الأمور إلى التكلف والخيبة. والخطيب البارع قد يستعد قبل إلقاء خطبته وقد يجمع له بعض المعلومات يكتبها في ورقة صغيرة، ولكنه حين يقف موقف الخطابة لا يتقيد بشيء مما فكر به أو استعد له. إنه قد يلجأ إلى ما أعد في ورقته من معلومات موجزة حين يرتج عليه أثناء الخطابة. فذهن الخطيب قد يقف فجأة عن العمل، كما يقف المذياع. وهو محتاج في مثل هذه الآونة الحرجة إلى وسيلة يتراجع بها ويتملص.
علي الوردي