التَّذلُّل للحبيبِ مِن شيم الأديبِ...
قال البحتري:
أميلُ إليكَ عنْ ودٍّ قريبٍ ... فتُقصيني علَى النَّسبِ البعيدِ
وفي عينيكَ ترجمةٌ أراها ... تدلُّ علَى الضَّغائنِ والحُقودِ
وأخلاقٍ عَهدْتُ اللِّينَ فيها ... غدتْ وكأنَّها زُبرُ الحديدِ
وما ليَ قوَّةٌ تنهاكَ عنِّي ... ولا آوي إلى رُكنٍ شديدِ
سأرحلُ عاتباً ويكونُ عتبي ... علَى غيرِ التَّهدُّدِ والوعيدِ
وأحفظُ منكَ ما ضيَّعتَ منِّي ... علَى رَغمِ المُكاشحِ والحسودِ
هنا تواضع واستكانة وضربا من الضجر الدّاعي إلى الخيانة
كتاب الزهرة للثعالبي
61