إذا صحّ الظفَرُ وقعت الغِيَرُ:
بشار بن برد:
أبكي الَّذي أذاقُونِي مودَّتهم..حتى إذا أيقظُونِي للهوى رقدوا
واسْتنهضُوني فلما قمتُ منتصباً..بثقل ما حمَّلوني ودَّهمْ قعدُوا
لأخرجنّ من الدُّنيا وحبُّكم..بينَ الجوانحِ لم يشعرْ به أحدُ
ألقيتُ بينِي وبين الحزن معرفةً..لا تنقضِي أبداً أوْ ينقضي الأبدُ
المحبوب يستعطف محبَّه ليشرف على حقيقة ما في قلبه وليتمكَّن أيضاً هواه من نفسه وإذا حصل له الودُّ استغنى عن التَّألُّف فحينئذ يقع الغضب عن غير ذنب والإعراض من غير وجدٍ لسكون القلب .
كتاب الزهرة للثعالبي
139