Dr:Sabrin
عندما كنت صغيرة، كنت أشعر أن القراءة تضفي على صاحبها هالة من التميز، وأن هؤلاء الذين يقرأون كثيرا يصبحون أعظم من غيرهم بشكل لا أدرك تفاصيله.. في مُقتبل الشباب، صرت أقرأ لأفهم.. صارت الكتب وسيلتي لضبط كثير من التصورات.. وما عدت أبحث عن التميز ولا العظمة.. وبعد مرحلة ما، صرت أقرأ للنجاة من الانحراف.. وتحولت القراءة من هواية تزيد الفهم إلى ضرورة ملحّة.. حتى كلمة القراءة في هذه المرحلة يمكننا أن نستبدل بها كلمة أخرى هي التعلم.. وفي مرحلة متأخرة، لم يعد التعلم بالنسبة لي وسيلة للنجاة من الانحراف، بقدر ما هو وسيلة لمعالجة الجراح.. وسيلة للانشغال عن الأذى.. ولمحاولة وصل القلب الملوث بالذنوب والحافل بالندوب ببقعة نور في الأعماق.. تجاهد حتى تعيش. أتمثل هنا بكامل إحساسي قول بنت الشاطيء رحمها الله: إنما أتداوى بالعلم❣️.. هذا وإنني والله في عافية، معجونة باللطف والنعمة، قليلة الشكر، ضعيفة الصبر.. ومع ذلك أدعو وأقول: يارب داونا بأشرف العلوم: بكل ما يقربنا منك ومن مرافقة رسولك صلّ الله عليه وسلم في الجنة. ولا تشغلنا عن ذلك بشاغل من ملهيات الدنيا ولا من تقلباتها، وعافنا وارزقنا.. إنك بكل جميل كفيل، وأنت حسبنا ونعم الوكيل.
29116
اقتباسات أخرى للمؤلف