من أوصاف النبي ﷺ أنه كان متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، طويل السكت، لا يتكلم في غير حاجة،ليس بالجافي ولا المَهِين، يعظِّم النعمة وإن دقَّت، لا يذمُّ منها شيئًا، ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها، فإذا تُعُدِّي الحق لم يقُم لغضبه شيء حتى ينتصر له، ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها؛ وكان خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبَّه، ولا يحسب جليسُهُ أن أحدًا أكرم عليه منه، ولا يَطوي عن أحدٍ من الناس بِشْرَه، قد وسِعَ الناسَ بَسْطُه وخُلُقه، فصار لهم أبًا، وصاروا عنده في الحق سواء؛ يُحسِّن الحسن ويقوِّيه، ويقبِّح القبيح ويُوهيه، معتدل الأمر غير مختلف؛ وكان أشدَّ الناس حياءً، لا يثبِّت بصره في وجه أحد، له نورٌ يعلوه كأن الشمس تجري في وجهه.
لا يُؤيس راجيه، ولا يخيِّب عافيه، ومن سأله حاجة لم يردَّه إلا بها أو بميسور من القول؛ أجود الناس بالخير.
✨❤️✨
- الرافعي
3099