أتعرفين يا نديَّة..!
أنا زاهدٌ في نقاش الناس، ينقصني الفضول، وأميل بطبعي إلى اللامبالاة. لكني عنيدٌ عند المواجهة، تسبقني سمعتي دائمًا، أجادل ذاك وأُسكت تلك، لا أرحم صديقًا أو عدوًّا، رجلًا أو أنثى،ولا أتغاضى عن أمرٍ خاطئٍ في غير محله: ينحلُّ بالبينة وينفكُّ بالحنيَّة. ولا مجاملة في الحقِّ على كل حال.
لكني، وعلى غير عادتي، ومع كامل الحب والرضا والشياكة، أنهزم أمامكِ عن طيب خاطر: أغمد سيف الحكمة، وأنزع درع المنطق. كل المغالطات التي عرفها الإنسان، تنهار في حضرتكِ: تصادرين على المطلوب، وتصطادين الرنجة الحمراء، وتصنعين رجل القش، وتقلبين الطاولة فوق رأسي مرة، وأعدلها مرة، وأبقى متأهبًا رهن الثالثة.
في الحقيقة، لا حقيقة تقوم بنفسها أمام الجمال. تسقط الأنظمة وتُشنُّ الحروب وتتغير القوانين، وتظل عينيكِ كما عهدتها: بهيَّة، تختزل داخلها معنى الحسن أبلغ من كل معاجم اللغة، وعصية عن التحليل. أقترب منها ببطء، ترمقني ببطء، أنهار ببطء، فأخطئ راضيًا وأنتِ المُصيبة في كل حين.
-عبد الرحمن القلاوي.
حـبييت..❤️
3331