صليت الجمعة في مسجد البلدة، وأغرب ما سمعت أن الخطبة كلها كانت حثا على الزهد وتحذيراً من السفر إلى أوروبة لقضاء الصيف مع أن أهل الواحات زهاد بطبعهم لا يجدون ما يأكلون إلا بعد العناء، وما سمعوا قط باسم أوروبة إلا من الخطيب. وما حدثتهم أنفسهم حتى ولا بالسفر إلى الصعيد، ولكن لا عجب فالخطيب يحفظ خطبته من ديوان مطبوع من غير نظر إلى ما يلائم وما لا يلائم. وطلب مني أن أقرأ درساً بعد واعتقادي أن لا قيمة الحث على العمل ومضار الكسل الجمعة فقرأت درساً موضوعه لهذا الحديث وهذا الدرس، فهم لا يصلحون إلا بإصلاح بيئتهم. أحمد أمين