كنت دوماً أجد أنه من المؤلم أن الناس لا يصلون.. خصوصاً عندما كنت أجدهم أشخاصاً طيبين.. أشخاصاً ذوي معدن أصيل.. يتصرفون بنبل و شهامة, و مع ذلك لا يصلون.. كان ألمي يتجاوز المجاز المألوف في حالات كهذه - ليصل إلى حدود الألم الجسدي الحقيقي .. كنت أستغرب من قدرتهم على (عدم الصلاة)! مجرد قدرتهم على ذلك كانت تثير إستغرابي: كيف يستطيعون أن يفعلوا ذلك؟.. يفعلوا (عدم) أداء الصلاة؟.. كان (عدم الصلاة) هو الفعل الشاق الذي يتطلب أداؤه جهداً إسثنائياً مقارنة بما أتصور أنه الطبيعي، أداء الصلاة.. كنت أستغرب -تحديدًا- قدرتهم على الإستيقاظ من النوم، وغسل وجوههم، وتنظيف أسنانهم، وتناول طعامهم، ومن ثم التوجّه إلى عملهم أو مدارسهم أو جامعاتهم دون أن يصلّوا! كيف يواجهون يومهم دون صلاة؟ بل كيف يواجهون حياتهم بلا صلاة! كنت أتخيل أن العالم بلا صلاة يشبه صحراء الربع الخالي ليس إلّا، وكنت أستغرب كيف يمكن لأي شخص أن يعيش في الربع الخالي.. كان ذلك كله أمراً غير مفهوم.. وفوق هذا: كان مؤلماً بشكل إستثنائي. أحمد خيري العمري
اقتباسات أخرى للمؤلف