و كلما زادَ الكسل و التواكل و زادت السلبية، كلما زادت خيبة الأمل.. فالكسل يجعل منا نريدُ الأشياء جاهزة دوماً، دون أن نبذل فيها جهدا، و هو أمر نادراً ما يحدث في الحياة الواقعية، لكن هناك من يأمل، و يظلُّ ينتظر أن يحدث، و يكون الدعاء في نظرهم، و سيلة ممكنة لتحقيق ذلك، بما يشبه السحر و العجائب، و لذلك فبدلاً من السعي للتغيير، و لتحقيق الأهداف، يكون هناك الدعاء، و المزيد من الدعاء، و كلما تأخرت إجابته سبحانه و تعالى، عاجلنا أنفسنا بتفسير التأخير بأنه امتحان لصبرنا، بأنه اختبار لقدرتنا على المواصلة و الإلحاح في الدعاء.. و عندما لا يحدث شيء، سنقول طبعا إنه ربما لم يكن الأمر خيراً لنا، و إن الله دفعه عنا لأن الخير في مكان آخر و الحق أن الخير بالتأكيد في مكان آخر.. و ليس الأمر مجرد احتمال. إنه في العمل، إنه في الاستجابة لما خلقنا من أجله، إنه في أن نكون. أحمد خيري العمري