سألني جدي فجأة : أين دراجتك ؟.. نسيتها في الشارع أمام كشك الجرائد وهي هناك منذ الصباح.. صرخ مغتاظاً وظللتُ هادئاً.. أصرّ أنها قد سُرقت واستبعدتُ ذلك.. جدي ينتمي لعهدٍ كانت جُلّ مشكلاته بريئة.. مشكلات كانوا يرونها خطرةً رغم شدة طرافتها.. أشياء كـ التلوث البيئي، والزيادة السكانية، وأضرار التدخين، وسرقة الدجاج .. جدي ليس مثلي.. من يعش عصراً مشوّهاً مليئاً بالشذوذ الفكري، والسعار الجنسي، والفساد السياسي، والإعلام الماجن الضال - لن يخشى سرقة دراجته ! لأن هؤلاء الطيبين الذين يسرقون الدراجات قد انقرضوا منذ عام 2000 على الأرجح ! جدي يزعق مترحماً على الدراجة الفقيدة .. بينما أرتدي ملابسي في هدوء واعداً إياه أني سأعود بها.. بعد قليلٍ ، عدتُ وعلى شفتيّ ابتسامة انتصار .
أحمد صبري غباشي