لأن البسملة -منذ أن أرسل سليمان كتابه الكريم إلى ملكة سبأ- استقرت بأن تكون مقيدة بالرحمن الرحيم .. ليس اي اسم هذا الذي نعمل باسمه .. من اسمائه سبحانه وتعالى .. من بين كل اسمائه -على كثرتها- فإنه عز وجل شاء أن يحدد لنا اسمين فحسب, لكي يكون عملنا ضمن النطاق الذي يحدده هذان الاسمان .. والاسمان, يحددان نطاقاً منحازاً إلى تماماً للرحمة .. أي عمل تقوم به وتقول إنه باسم الله ولا يمكن أن يصنف ضمن رحمة الله فهو ليس باسم الله حقاً. بعبارة أخرى: التخويل الذي منحه الله لك ليس تخويلاً مطلقاً بالتصرف كيفما كان .. إنه مقيد -حتماً وبلا تراجع- بأن يكون عملك جزءاً من رحمة الرحمن الرحيم .. ولذلك فالبسملة نفسها, تكذّب, كل من يتلفظ بها ليسفك دماً حراماًأو يظلم .. أو يفسد في الأرض .. البسملة بالتعريف وبارتباطها الاساسي بالرحمن الرحيم -تعريه وتكشفه .. تبرأ من كل فعل يتخفى تحت اللفظ, دون المعنى .. من أجل ذلك كي لا يصير اسم الله شعاراً تمرر عبره كل الجرائم, فقد ارتبط اسم الله بالرحمن الرحيم حصرياً وكأن هذا سيجعل كل من يتلفظ بالبسملة ويفعل ما يخالفها يقول عن نفسه صراحة أنه كذاب كما لو أنه قد كتب ذلك على جبينه دون أن يعلم.
أحمد خيري العمري