من أعراض الإيمان : حمى الهوس بالقضية .. هكذا نجد بعض الأشخاص محمومين بفكرة ما، إلى حد الهوس، نعم الهوس، لكنه الهوس الذي يمكنهم من تحقيق ذواتهم، يسهرون، يتنازلون عن متع الحياة الصغيرة، عن لذة الاسترخاء وسلطته، عن حياتهم اليومية العادية .. عن كثير مما قد يعُّده الآخرون حقوقاً بديهية لا تنازل عنها .. وسيعدون من يحيد عن ذلك ويفرط فيه <غريب أطوار> - في أحسن الأحوال ـ أما الشخص المعني نفسه، فهو يعد كل ذاك مجرد <إلهاء> عن هدفه الأساسي، هوسه والحمى المستولية عليه ترى أن كل نشاط اجتماعي لا يصب في <هوسه> سيصرف كل طاقة يمكن أن يستغلها .. لذا فهو يقنن كل نشاط جانبي .. يقتصد إلى حد <البخل> في كل ما يبذل مخزونه الاستراتيجي .. من أجل أن ينفق كل ما يمكن في <هوسه> .. قضيته .. الحمى التي تأكله .. قناعته التي تماهى معها والتي سيشعر باحتقار لنفسه إن تخلى عنها .. كل هذا يجعله <يفعل> .. يستقطب كل ما يمكنه من طاقته في الفعل. أحمد خيري العمري