لعله وقف على جبال مكة, رافعاً صوته مؤذناً بالحج.. لعل الصدى أخبره بأن لا مجيب.. ولعله بدا لفترة أن لا مجيب حقاً.. لكن في عالم السنن اللامرئية, كان الصوت يرحل, والأصداء تضخمه, وبطريقة ما يرحل ليصل الناس, بطريقة ما كان يغزو الآذان.. كان يصل المسامع, يتسرب منها إلى العقول, ثم يهبط إلى القلوب.. بطريقة ما كان يلبون .. إنه بيتهم العتيق .. كلهم مشردون وإن كانوا مقيمين في قصور فارهةأو بيوت ورثوها أباً عن جد.. لذا كان لا بد .. كان لا بد أن يلبوا .. عندما تصل إلى مسامعهم الدعوة أن يقصدوا (البيت).
أحمد خيري العمري