كانت الإعتقالات تقع دائماً تحت جُنح الليل، حيث يفزع صاحب الجُرم من نومة على يد خشنة تهزة بغلظة، فيفتح عينية على ضوء ساطع مسلط علي عينة، ويجد مجموعة من رجال ذوي وجوه عابسة يتحلقون حوله وهو ما يزال في فراشة، وكانت أغلب حالات الإعتقال تمر دون محاكمات أو حتى محاضر اعتقال،
حيث كان الناس يختفون أثناء الليل، وكان اسمك يشطب من السجلات ويشطب معه كل شيء يتعلق بك أو لك فيه ذكر، حتى إن النطران يطال فكرة وجودك أصلاً، ثم يتم نسيانك !
لقد انتهيت ثم تلاشي ذكرك وكأنك تبخرت، نعم إنك تبخرت !!