إن السلطة هي إذلاله و إنزال الألم بالمحكومين، وهي أيضًا تمزيق العُقول البَشرية إلى أشلاء، ثُم جمعها ثانية وصياغتها في قوالب جديدة من اختيارنا!
هل بدأت تفهم أي نوع من العالم نقوم بخلقه الآن؟ إنه النقيض التام ليوتوبيا المدينة الفاضلة التي تصورها المُصلحون الأقدمون، إنه عالم الخوف، و الغدر، والتعذيب، عالم يدوس الناس فيه بعضهم بعضًا.
عالم يزداد قسوة كلما ازداد نقاء !! إذ التقدم في عالمنا هو التقدم باتجاه المزيد من الألم.
لقد زعمت الحضارات الغابرة أنها قامت على الحب والعدالة أما حضارتنا فهي قائمة على الكراهية، ففي عالمنا لا مكان لعواطف غير الخوف و الغضب والإنتشاء بالنصر وإذلال الذات، وأي شيء خلاف ذلك سندمره تدميرا... !