وهكذا، فعندما أعلن الإمبراطور قسطنطين - بعد حوالي ثلاثة قرون من كل ذلك - الديانة المسيحية ديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية، فإنها كانت لا تشبه بشيء الدعوة التي نادى بها السيد المسيح، بل كانت بمثابة ديانة توليفية تجمع بين العقائد والمعتقدات التي كان حوض البحر المتوسط يعج بها، والتي كانت الإمبراطورية الرومانية تسيطر عليها. وهكذا فقد كانت تلك التوليفة مزيجا يرضي معظم الأطراف، باستثناء الطرف الأهم: الحقيقة.
أحمد خيري العمري