كل يوم أودع فقيدا جديدا إلى مقبرة العمر! وإن كان فقيد الإنس -في غالب أحوال الناس- يُحزَن عليه على إثر موته، ثم يذوب الحزن وسط أمواج الحياة، وتبقى ذكراه صورة باهتة في ثنايا الذاكرة؛ فإن فقيد مقبرة العمر على العكس منه؛ يموت فلا تُفجَع، بل لا تشعر بموته في حينه، ثم إذا مرت بك السنون تألمتَ.. ذلك الحين، عندما يكون قد غاب تحت جثامين إخوانه.
محمد مصطفى عبدالمجيد